وراء الشمس يضعنا أمام الشمس

وراء الشمس يضعنا أمام الشمس


في دور البطولة وبأكثر من 300 مشهد "بسام كوسا" صامت : بسام كوسا كان صامتا ً طوال حلقات هذا المسلسل الساحر،لم يتفوّه إلّا ببعض الكلمات البسيطة إذا ً فالشخصية فقدت عنصر الحوار وبالتالي كان صعبا ً على الممثل العادي أداءها بهذه البراعة والروعة ولكن بسام كوسا تصدّى لها بكثير ٍ من الحرفية والإتقان والاهتمام بأدق التفاصيل.
(بعرف –بدرية حباب – صلّح – وعليكم رحمة السلام وبركاته) هذه كانت مفردات الشخصية اللغوية أما مفرداتها البصرية والإنسانية فكانت أعمق من ذلك بكثير لأنّ هذه المفردات لدى الكاتب قد تمازجت مع هذا التصميم على الأداء الهادئ والمتقن والمرتكز على دراسة ودراية لدى الممثل كل هذه العوامل تكاتفت لإيصال شخصية بدر إلى برّ الأمان ووضعها على الطريق الصحيح للفهم وللإدراك والمعالجة من قبل المشاهد.

أغرب و أجمل علاقة حب بين ممثل ودوره : كلنا شاهد شخصية نهلة التي قامت بأدائها الممثلة "نادين خوري" ، ما لفت انتباهي بشدّة وجذبني هو هذا الكم الهائل من الحب بين نهلة وابنها علاء ، علاقة حب وثيقة كهذه بين أم وابنها ساهمت بوضع لمسات إضافية من السحر والرونق على هذا العمل الهادف وساهمت أيضا ً بإيصال فكرة مهمة إلى الشريحة المستهدفة وهي آباء وأمّهات الأطفال الذين يعانون من التخلف العقلي أو (المنغولية) أو أي داء أخر ، هذه الرسالة مفادها أنّ الحب باستطاعته أن يصنع المستحيل وبالحب ذاته قد ينشأ هذا الطفل بأمان وبثقة وقد يواجه المجتمع بأكمله فالحب هنا لم يعد حاجة ً فقط بل أصبح سلاحا ً فعّالا ً.

استمر في رحم الواقع لسنة ونصف وبعدها خرج النص متوازنا ً شفافا ً وملامسا ً للوجع:
على صعيد الشخصية وعلى صعيد الفعل وعلى صعيد الحوار ،اقترب النص كثيرا ً من الكمال وفي كثيرٍ من مفاصل العمل الهامّة كان للشّرع وللدين تواجدٌ ملحوظ وهام ومصيري بل وحاسم في حين كانت معظم الشخوص متوازنة وأفعالها تتطور وتتسارع بخط بياني واضح ومنطقي، باستثناء جزئي لشخصية عبادة "باسل خياط " فبالغت الشخصية برأيي الخاص في رغبتها بالتخلص من الطفل المريض طبعا ً ما وصلت إليه الشخصية في النهاية كان نتيجة طبيعية للتوتر و" السترس " الذي عاشته طوال 9 أشهر ولكن الكاتب لا يتحمل مسؤولية هذه المبالغة لأنه كان يسير وراء شخصيته تلك ويدعها لتنفعل وتتصرف حسب تكوينها وطبيعتها وحسب الشرط الدرامي أيضا ً.
هذا الإصرار السلبي من قبل الأب جابهه إصرار ٌ إيجابي من قبل الزوجة الحامل بالطفل المصاب بالمنغولية ، إصرار رائع ومشاعر نبيلة تجلّت فيها الأمومة مع مسك ٍ محكم ٍ لمفاتيح الشخصية وأدواتها من قبل الممثلة "صبا مبارك" أذهل الجميع .

فلاشات :
_وراء الشمس كان بسيطا ً في الطرح شفافا ً في المعالجة كما أنّه استطاع التخلص من عقدة النهايات التراجيدية للغاية أو النهايات السعيدة للغاية فنهاية القصة كانت محصلة ً لبدايتها ومصائر أبطال العمل كانت نتيجة منطقية لأفعالها.
_ الموسيقا التصويرية و موسيقا الشارة و كلماتها جميعها شكّلت لوحة ً فنية متكاملة فسيمفونية للحب والتسامح وأغنية للأطفال ولمسة ً تداوي الجراح.
_ ثلاثون حلقة ً من هذا المسلسل شدّتني إليها بقوّة واليوم بعد نهاية هذا السحر وهذه الدراما الآن يحق لنا أن أتفاءل بمستقبل الدراما السورية وأن نفتخر بها أمام الجمع.

الكاتب : محمد العاص
المخرج : سمير حسين
موسيقا تصويرية : الموسيقار الكبير طاهر مامللي
أداء :بسام كوسا – باسل خياط – صبا مبارك – سليم صبري – ثراء دبسي - منى واصف - والكثير من المتألقين

صح كان مسلسل متكامل



العظيم الفنان بسام كوسا


سبحان الذي خلقو شو مبدع


وكمان ما بدنا ننسى إبداعات صبا مبارك بالتمثيل





يسلمو علي

شو هالتميز